الخميس، 5 يوليو 2018

((النقد بين الشخصنة والموضوعية ))

هناك فرق كبير بين النقد الهادف البَنّاء وبين ممارسة النقد الشخصي الذي يهدف الى التجريح والتقليل من شأن الآخرين ومن إنجازاتهم أو الدخول في النوايا والذمم وربما وصل الأمر إلى الظلم والإدعاء والإفتراء عليهم لتحقيق وأشباع رغبات شخصية رخيصة في نفس الناقد والذي دفعة  إفتقارة  الحجه والدليل والمنطق لممارسة تلك التصرفات وربما بدافع الحسد والغيرة  والتعالي على الأخرين.
وفي مجتمعنا اليوم أصبح هذا النوع من النقد ظاهرة مستشرية ولم يسلم منها حتى بعض المحسوبين على الأدب والثقافة والأكاديميين وخصوصا في مواقع التواصل الإجتماعي التي لم يحسن الكثير منهم أستخدامها ولا يملكون الفكر المتزن الذين يستطيعون من خلالة التعامل الأمثل مع ردود  الفعل والتعامل مع كافة الأطياف والمشارب الفكرية للمجتمع الذي يعيشون في وسطة في ظل هذه المساحة التقنية الحرة التي أتيحت للجميع 
 أن من أساسيات النقد البناء أن يكون  موجهة لموضوع المادة النقدية
 ولايتجاوزها للشخصية  سواء بشكل مباشر أو أستخدام إسقاطات لفضية  من قريب أو بعيد تخدش جمال عبارة الأسلوب النقدي والذي يقوم على المنهج العلمي ويستخدم أدواتة وقواعد العلم الذي تتناوله موضوع مادة النقد
ومن المستحسن أن تكون عبارات النقد الهادف تحمل الود والتقدير والأحترام  لمتبني الفكر أو الرأي المنقود حتى يستساغ ذلك النقد ويسهل على نفوس متلقية ويحقق الغرض المرجو من المادة النقدية
 
ونحن تعلمنا من خلال ديننا و وتربيتنا الإسلامية  ومنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن النصح يكون في السر وباللتي هي أحسن ومحاولة إيضاح الخطأ بحديث محبب للنفس للبشرية وبلسان رطب وقلب محب بعيد كل البعد عن التجريح والإساءة وخاصة عندما يتعلق النصح بالأمور الشخصية قال تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
وروي أن رجل قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس : ياأمير المؤمنين أنك أخطأت في كذا وكذا وأنصحك بكذا وكذا ، فقال رضي الله عنه(( اذا نصحتني فأنصحني بيني وبينك فأني لا أمن عليكم ولاعلى نفسي حين تنصحني علناً بين الناس ))
ويقول الأمام الشافعي :
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعه
فأن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وان خالفتني وعصيت أمري
فلاتجزع إذا لم تعط طاعه

مهدي نفاع القرشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق