الثلاثاء، 3 يوليو 2018

                       تسمية الأماكن الجغرافية عند العرب



لقد أرتبطت حياة العربي أرتباطاً وثيقاً ومباشراً مع البيئة المحيطة به وبكافة مكوناتها وأثر فيها وتأثرت به ، لذلك تجد أغلب المسميات عند البدوي تدور حول بيئته ، ونمط معيشته، وظروف حياته سواء كانت هذه الظروف   أجتماعية أو سياسية أو أقتصادية أو غيرها من الماديات المحسوسة التي يتعامل معها ويستخدمها وتؤثر على مسار حياته اليومية .
     لذلك عندما نستعرض كثير من أسماء الاماكن والمواقع الجغرافية نجد أن العربي يمنح هذ ه المواقع أسماء تصف مظهرها على سطح الأرض ويطلق عليها أسماء مأخوذه من بيئته تناسب شكلها وطبيعتها التضاريسية أو يقوم بربطها بحدث طبيعي أو تاريخي وقع فيها أو بالقرب منها ، وغالباً مانجد أن المسميات الجغرافية لها مدلولها الوصفي وترتبط أرتباطا وثيقاً بالمسمى والتدليل علية بالمعنى، لذلك نرى تكرار وتشابه كثير من المسميات الجغرافية عند العرب !
 وقديكون المسمى الجغرافي له أرتباط بالوضع التاريخي أو السياسي للقوم الذين نزلوا فية أو بجوارة
     ولاتقتصر نمط هذه التسميات على المجال الجغرافي فقط ،بل تتعداه إلى مسميات الأشخاص ، ومسميات النجوم فنجد أن العربي يطلق من الاسماء على النجوم مايناسب شكلها أو تكوينها من حياته الارضية ويجعلها حياة أخرى في فضاء السماء !، فنجد مثلا مسمى الدلو والعقرب والثور والميزان والسبع وغيرها.
     وقد تميز العربي بذكائه الفطري وقدرته الهائلة على التكيف مع مكونات وظروف بيئته المحلية والأندماج معها ،بل تجاوز ذلك ليعطي الأماكن والمواقع الجامدة من حوله تسميات تبث فيها الروح والحياة، حيث نجد كثير من أسماء المواقع لها علاقة بجسم وأعضاء الانسان أو الحيوان ، فيدخل الخيال ويصور المكان الجغرافي كأنه كائن حي يسقط عليه من الاسماء مايتوافق مع شكل عضو الانسان أو إمائته وحركته الجسدية فنجده يقول مثلا ؛ رأس الجبل أو ( قنته) أو كتف الجبل أو رقبة الجبل أو بطن الوادي أو مثناته ( المثناه) والمنحنى ( الحنو)وغيرها كثير من التشبيهات العضوية  أو الحركية أو حتى الحسية لجسم الكائن الحي.
   ومن التسميات الجغرافية التي تحاكي بعض أجزاء جسم الإنسان أو الحيوان مسمى الصدر ، وركبة ، والثديين ، والبطين ، والقرين( القرنين ) ، والكراع ، الضرس ، الخشم، الساق وغيرها من مثل هذه التسميات

    بل أن العرب لم يتوانواعن أقساط بعض المسميات الجريئة وتشبيه بعض الاماكن بالأعضاء التناسلية في جسم الانسان  فهناك بعض التلال والصخور  نحتت بفعل عوامل التعرية وأصبحت تشبه بعض  تلك الأعضاء وأطلقوا عليها ما يشابه ذلك في لهجتهم المحلية !!
   ومن هذه التلال والصخور  تللك الصخرتين التي توجد في منطقة الجبيهة ( أبو حليفا) ( في ديار قبيلة حرب )على الطريق مابين عسفان ومحافظة الكامل(( تبعد عن محافظة الكامل حوالي ٤٠ كلم)) ، وقداشتهرت وأصبحت من معالم الطريق والمنطقة وذلك بفضل مظهرها العجيب و التسمية والتشبية الجرئ الذي أكسبها شهرة وأنتشار عند أغلب سكان الحجاز!
     فقد سميت هاتين الصخرتين بسمى العضو الذكري للأنسان وأسندت في مسماها لقبيلتين هما قبيلة حرب وقبيلة سليم وفي أسناد أحدهما لقبيلة سليم مدلول تاريخي يؤكد أن ديار قبيلة  سليم كانت تمتد ديارهاالى هذة المنطقة قبل أن  تنزل بها قبائل حرب وكانت هذه التلال هي الحدود بين القبلتين !
   وقد دارت حول هذه التسمية  لهذه الصخورالعديد من المواقف المضحكة والمداعبات الشعرية بين شعراء قبيلتي سليم وحرب ومن هذه المداعبات ماحصل في محاورة شعرية بين الشاعرين حضاض المعبدي الحربي وعبدالله الذبيبة السلمي
حيث قال حضاض :
ياعبدالله دخيلك شيل ( حق سليم ) فالصالون

                        ودور له بنية من بنات ( القوم) مفتاقه

فجاء الرد من عبدالله الذبيبه:

أمانة عند أبوك وعند جدك وانته له المأمون 

                    وإذا قفلتوا البيبان يسبركم مع الطاقة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق